
الحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن الحدود الطبيعية يعد أمرًا بالغ الأهمية لصحة الجسم بشكل عام، وخاصةً لصحة خلايا المخ والأعصاب. فمضاعفات ارتفاع مستويات السكر في الدم قد لا تظهر بشكل مباشر، ولكنها قد تؤدي إلى تلف تدريجي في هذه الخلايا بعد سنوات من الإصابة بمرض السكري. على الجانب الآخر، فإن انخفاض مستويات السكر في الدم يشكل خطرًا فوريًا على صحة المريض، إذ قد يتسبب في تلف كامل لخلايا المخ والأعصاب في غضون دقائق معدودة، ويمكن أن يؤدي إلى دخول المريض في غيبوبة. لذا، من الضروري التعرف على الأعراض والأسباب المرتبطة بانخفاض السكر في الدم وكيفية التعامل مع هذه الحالة بشكل سريع.

مضاعفات ارتفاع مستويات السكر في الدم
ارتفاع مستويات السكر في الدم على مدى طويل يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة تشمل:
- تلف الأعصاب (الاعتلال العصبي): يؤثر ارتفاع السكر على الأعصاب الطرفية، مما يؤدي إلى فقدان الإحساس أو الشعور بالوخز في الأطراف.
- ضعف الأوعية الدموية: ارتفاع السكر يسبب تلف الأوعية الدموية الدقيقة، مما يؤثر على تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية، بما في ذلك المخ.
- زيادة خطر الإصابة بالسكتات الدماغية: ارتفاع السكر المزمن يزيد من احتمالية حدوث الجلطات التي تؤثر على تدفق الدم إلى الدماغ.
أسباب انخفاض مستويات السكر في الدم
يحدث انخفاض السكر في الدم غالبًا نتيجة لعدة أسباب، أبرزها:
- النشاط البدني الزائد: القيام بمجهود بدني كبير أو ممارسة التمارين الرياضية لفترات طويلة دون تناول وجبة كافية قد يؤدي إلى استهلاك مخزون السكر.
- تناول جرعات زائدة من الأنسولين: استخدام الأنسولين بكميات أكبر من الحاجة أو دون تناول وجبة غذائية مسبقة.
- الصيام لفترات طويلة: الامتناع عن الطعام لفترات ممتدة يمكن أن يؤدي إلى نقص مستويات السكر في الدم.
- الإفراط في تناول أدوية خفض السكر: بعض أدوية السكري يمكن أن تسبب انخفاض السكر إذا لم يتم تناولها وفق التعليمات.

أعراض انخفاض مستويات السكر في الدم
يمكن التعرف على انخفاض السكر في الدم من خلال مجموعة من الأعراض التي تتفاوت شدتها حسب مستوى الانخفاض، وتشمل:
- التعرق الشديد والمفاجئ: وهو من الأعراض المبكرة التي تشير إلى هبوط مستوى السكر.
- الرعشة وضعف الأطراف: يشعر المريض بعدم القدرة على التحكم بحركة الأطراف.
- الدوار وعدم الاتزان: قد يفقد المريض قدرته على الوقوف بثبات.
- ضعف التركيز أو فقدانه: تصبح القدرة على التفكير والتركيز محدودة.
- زغللة في الرؤية: قد يشعر المريض بتشوش أو ضبابية في النظر.
- خفقان القلب: يكون هناك تسارع أو عدم انتظام في ضربات القلب.
- الإحساس بالهبوط الحاد: شعور بالضعف العام الذي قد يؤدي إلى فقدان الوعي إذا لم يتم التعامل معه بسرعة.
كيفية التصرف عند انخفاض السكر في الدم
عند ملاحظة أعراض انخفاض السكر في الدم، يجب اتخاذ خطوات فورية لتجنب تفاقم الحالة، وذلك من خلال:
- تناول مصدر سريع للسكر:
- تناول ما يعادل 15 غرامًا من السكر سريع الامتصاص، مثل عصير طبيعي، مشروب غازي، أو حلوى.
- يمكن استخدام أقراص الجلوكوز المتوفرة في الصيدليات كخيار سريع وفعال.
- إعادة قياس السكر بعد 15 دقيقة:
- إذا استمرت الأعراض أو بقي مستوى السكر أقل من 70 ملغ/ديسيلتر، يتم تكرار الخطوة السابقة.
- تناول وجبة تحتوي على بروتين:
- بعد استقرار مستوى السكر، يُنصح بتناول وجبة خفيفة تحتوي على مصدر بروتيني مثل المكسرات أو
- الجبن لتثبيت مستويات السكر.

طرق الوقاية من انخفاض السكر في الدم
تجنب انخفاض مستويات السكر في الدم يتطلب اتخاذ تدابير وقائية منتظمة، من بينها:
- التخطيط للوجبات:
- يجب الالتزام بجدول غذائي متوازن يحتوي على الكربوهيدرات والبروتينات.
- تجنب تخطي وجبات الطعام، خاصةً عند استخدام الأنسولين أو أدوية خفض السكر.
- مراقبة مستويات السكر:
- يُنصح بقياس مستويات السكر بانتظام، خاصةً قبل ممارسة النشاط البدني.
- الاحتفاظ بسجل يومي للقراءات يساعد في تتبع أي تغييرات مفاجئة.
- حمل مصدر سريع للسكر:
- يُفضل أن يحمل مريض السكري دائمًا حلوى صغيرة أو عصير جاهز كإجراء احتياطي.
- استشارة الطبيب بانتظام:
- يمكن للطبيب تعديل جرعات الأدوية أو الأنسولين بناءً على الحالة الصحية والنشاط اليومي للمريض.
تأثير انخفاض السكر على المخ والأعصاب
إن الانخفاض الشديد في مستوى السكر يؤثر بشكل مباشر وسريع على المخ، وذلك لأن الدماغ يعتمد بشكل أساسي على الجلوكوز كمصدر للطاقة. عندما تنخفض مستويات السكر إلى حد كبير، يمكن أن تحدث الأضرار التالية:
- تلف الخلايا العصبية: قد يؤدي نقص السكر إلى موت الخلايا العصبية، مما يسبب مشاكل دائمة في الوظائف الإدراكية.
- فقدان الوعي: إذا لم يتم التعامل مع انخفاض السكر بسرعة، قد يدخل المريض في غيبوبة.
- مشاكل طويلة الأمد: انخفاض السكر بشكل متكرر يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض عصبية مزمنة مثل الزهايمر.

أهمية التوعية لمرضى السكري
زيادة الوعي بين مرضى السكري وأسرهم حول أهمية التعامل مع انخفاض السكر في الدم يعتبر أمرًا بالغ الأهمية. من خلال فهم الأعراض وطرق الوقاية، يمكن تقليل المخاطر المرتبطة بهذه الحالة. كما أن التدريب على الإسعافات الأولية للتعامل مع حالات الهبوط الحاد قد ينقذ حياة المريض.
خلاصة
يعد انخفاض مستويات السكر في الدم حالة طبية طارئة تتطلب التعامل السريع والفعال لتجنب العواقب الخطيرة مثل تلف خلايا المخ أو الدخول في غيبوبة. من خلال التعرف على الأعراض، معرفة الأسباب، واتباع الإرشادات الوقائية، يمكن لمرضى السكري الحفاظ على استقرار مستويات السكر في الدم وضمان حياة صحية وآمنة. لذا، من الضروري الالتزام بالنصائح الطبية والمتابعة الدورية مع الأطباء لضمان السيطرة على مرض السكري وتقليل مضاعفاته.



