
فكرة فك الحصار عن مدينة الفاشر ليست مجرد احتمال مرتبط بالتوقيت، بل هي أمر ممكن في أي لحظة تتوفر فيها الإرادة الحقيقية. فكما انهارت قوة الميليشيات في أماكن أخرى، يمكن تفكيك حصار الفاشر إذا توفرت العزيمة. ونحن، كدولة، نمتلك الجاهزية والقدرة على كسر هذا الحصار، ليس فقط عن الفاشر، بل عن كل شبر من أراضي دارفور.
وفي السياق ذاته، ظهرت بعض التصريحات مؤخراً تشير إلى مطالبة الأمم المتحدة بالتدخل لفك الحصار، واعتبرها البعض بمثابة آخر أوراق الضغط الممكنة. شخصياً، لا أعلم من أدلى بهذا التصريح، لكن يمكنني التأكيد بأنني كنت حاضراً لاجتماعات رسمية عُقدت مع وكالات الأمم المتحدة العاملة في السودان، وشاركت في نقاشات قادها الفريق المهندس إبراهيم جابر، عضو مجلس السيادة، خلال عطلة العيد.
للأسف، هناك من حرّف هذا اللقاء وصوّره على أننا نطلب تدخلًا عسكريًا من الخارج، وهو أمر غير صحيح. نحن لا نستجدي أي جهة أجنبية، بل موقفنا الفكري والسياسي قائم على رفض أي تدخل خارجي في شؤون البلاد. ما قمنا به هو تحميل الأمم المتحدة مسؤوليتها الأخلاقية والإنسانية، وفضح تناقضها، إذ ترفع شعارات حقوق الإنسان بينما تغض الطرف عن معاناة المدنيين تحت الحصار.