شهدت منطقة طيبة شرق بقسم المسلمية بمشروع الجزيرة انعقاد يوم حقل ميداني حول مكافحة تلوث المحاصيل بالأفلاتوكسين، نظمه المعهد الدولي للزراعة المدارية (IITA)، بالتعاون مع هيئة البحوث الزراعية وجامعة الخرطوم وشركة ساميل، بهدف رفع الوعي بالممارسات الزراعية السليمة وتقليل مخاطر التلوث الفطري الذي يهدد صحة الإنسان والاقتصاد الوطني.
وأكدت مدير عام وزارة الإنتاج والموارد الاقتصادية بولاية الجزيرة، الدكتورة عرفة محمود رضوان، أن مواجهة الأفلاتوكسين مسؤولية مشتركة، مشيرة إلى العمل مع الجهات البحثية والصحية لوضع خطة وطنية للتوعية، مؤكدة أن استعادة الجزيرة لدورها الريادي في الإنتاج والتصدير تحتاج لتكامل الجهود بين المزارعين والباحثين والمرشدين.
من جهته، أوضح المدير العام المكلف لهيئة البحوث الزراعية، البروفيسور أحمد حسن أبو عصار، أن تحقيق الأمن الغذائي يعد أساس الاستقرار الوطني، لافتًا إلى اعتماد 82 تقنية جديدة هذا العام رغم تحديات الحرب، منها تقنيات لمكافحة الآفات وأصناف محسنة لتعزيز الإنتاج.
كما أشار مدير محطة أبحاث الجزيرة، البروفيسور محمد خير حسن، إلى نجاح تجارب حقول الفول السوداني بالمنطقة، والتي رفعت الإنتاجية بأكثر من 40%، بفضل تبني المزارعين للتقنيات الحديثة والكثافات النباتية الدقيقة.
وأوضح المنسق الوطني لمشروع الأفلاتوكسين، الدكتور عبد الله محمد عبد الله، أن الأفلاتوكسين سم فطري يصيب المحاصيل المخزنة مثل الفول السوداني والذرة، ويتسبب في أمراض خطيرة أبرزها سرطان الكبد وضعف المناعة، لافتًا إلى خسائر تجارية تكبدها السودان جراء رفض شحنات تصديرية بسبب ارتفاع نسب التلوث عن المعدلات المسموح بها عالميًا.
من جانبها، أكدت مدير إدارة الحجر الزراعي بولاية الجزيرة، الدكتورة سحر صلاح بحيري، أن الحد من مخاطر الأفلاتوكسين خطوة ضرورية للحفاظ على جودة وسمعة الصادرات السودانية.
وشدد مدير قسم المسلمية بمشروع الجزيرة، المهندس إبراهيم موسى، على أهمية التوسع في الإرشاد الحقلي وتقليل فاقد الحصاد الذي قد يصل إلى 30% في بعض المحاصيل، فيما عبّر عدد من المزارعين المشاركين عن تقديرهم للدعم الفني والتدريب المتواصل من الجهات البحثية.
يُذكر أن مشروع مكافحة الأفلاتوكسين بدأ في السودان عام 2021 بتمويل من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، بهدف تحسين جودة المحاصيل الاستراتيجية وتعزيز سلامة الغذاء وزيادة القدرة التصديرية.
