
إنه طاقة سوداء تُفرّق بين القلوب، وتُطفئ دفءَ البيوت، وتحوّل المحبة إلى جفاءٍ غامضٍ لا يُفسَّر.
كم من بيتٍ كان مليئًا بالضحكات، فتحوّل إلى صمتٍ مريب!
كم من أسرةٍ كانت متماسكة، فصار كل فردٍ منها يبتعد عن الآخر دون سببٍ واضح!
وكأنّ شيئًا خفيًا مرَّ عليهم، ترك وراءه بردًا في القلوب وشرخًا لا يُرى بالعين.
🔹 الحسد لا يُدمّر المال فقط… بل يُصيب العلاقات أيضًا.
حين تُصاب العائلة بالحسد، تبدأ الخلافات الصغيرة بالتحول إلى معارك،
ويغيب التفاهم، ويزداد سوء الظن، ويصبح كل حديثٍ يحمل تأويلًا سيئًا.
الزوج يشك في زوجته، الأخ يحسد أخاه، الأبناء يتمردون، وكأن البيت نفسه فقد بركته.
يبدأ كل شيء من نظرةٍ… أو كلمةٍ عابرة:
“ما شاء الله، بيتكم دايمًا فيه فرح”،
“عيالك ما شاء الله متفوقين”،
“زوجك دايمًا بيحبك”،
فتُقال الكلمة من قلبٍ غير راضٍ، وتُفتح بها أبواب الشرّ دون أن يشعر صاحبها.
🔹 البيت المحسود يُصبح ثقيلًا!
لا راحة فيه، ولا نوم مريح، ولا ضحكة تكتمل.
تشعر أن الهواء فيه مكتم، وأن الحزن يحوم فوقه بلا سبب.
وكلما حاولوا إصلاح الحال، تتعقد الأمور أكثر.
يبدأ الزوج يهرب من البيت، والزوجة تبكي دون سبب، والأطفال يمرضون أو يتعبون نفسيًا.
وكأن “البركة” نفسها قررت الرحيل.
🔹 لكن الحسد لا ينتصر إلا على البيت الغافل.
حين تغيب الأذكار، وتُهمل الصلاة، وتغيب كلمة “ما شاء الله” من أفواه الناس،
تصبح البيوت مكشوفة أمام الحسد كالجسد العاري أمام النار.
الحسد لا يُمنع بالحذر فقط، بل بالتحصين.
بالذكر، بالرضا، بالنية الطيبة، وبحب الخير للآخرين.
فكل بيتٍ يحمد الله على ما عنده، ويحفظ لسانه عن المقارنة والغيرة،
هو بيتٌ محصّن، مهما كثر الحاسدون.
🔹 اعرف أن الحسد لا يصيب إلا الجميل والمستقر.
فالشيء الباهت لا يُحسد، إنما الحسد دليل على وجود نعمةٍ لفتت الأنظار.
فلا تخف من النعمة، بل احمِها بالشكر والستر.
لا تُظهر كل شيء، ولا تُشارك تفاصيل بيتك وسعادتك على مواقع التواصل.
ليس كل متابعٍ محبًا، وليس كل “إعجابٍ” بريئًا.
🌿 تذكّر:
العائلة التي يزورها الحسد لن تعود كما كانت،
إلا إذا عادت إلى الله، وتطهّرت قلوبها من الغلّ، وتعلمت أن البركة لا تُرى… بل تُحسّ.
فابدأ بتحصين بيتك من اليوم:
📿 بالقرآن.
📿 بالأذكار.
📿 بالحمد على القليل قبل الكثير.
📿 وبأن تقول دائمًا: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله.
✨ احفظوا بيوتكم من أعين الناس، واملؤوها بالذكر… لأن البيت الذي يذكر الله لا يسكنه الحسد ولا الحزن.



